قدّم السيد ليو تدريبًا رائعًا حول "السياسات وعمليات الإنتاج الرشيقة" لكوادر الشركة من المستويات المتوسطة فما فوق. وتتمثل فكرته الأساسية في أن يكون لدى المؤسسة أو الفريق هدف سياسي واضح وصحيح، وأن أي عملية اتخاذ قرارات أو أي إجراءات محددة يجب أن تتم وفقًا للسياسة الموضوعة. عندما تكون التوجهات والأهداف واضحة، يتمكن أعضاء الفريق من التركيز وبذل قصارى جهدهم دون خوف من الصعوبات؛ فإدارة السياسات تُحدد المستوى، وإدارة الأهداف تعكس المستوى.
تُعرَّف السياسة بأنها "الاتجاه والهدف الذي يُوجِّه المؤسسة نحو التقدم". للسياسة معنيان: الأول هو الاتجاه، والثاني هو الهدف.
الاتجاه هو الأساس ويمكن أن يرشدنا في اتجاه معين.
الهدف هو النتيجة النهائية التي نطمح إليها. تحديد الهدف أمر بالغ الأهمية. إذا كان تحقيقه سهلاً للغاية، فلا يُسمى هدفًا بل عقدة؛ أما إذا كان تحقيقه مستحيلاً ويصعب تحقيقه، فلا يُسمى هدفًا بل حلمًا. تتطلب الأهداف المعقولة جهودًا جماعية متضافرة، ويمكن تحقيقها بالعمل الجاد. يجب أن نجرؤ على رفع الهدف، فبرفعه فقط يمكننا اكتشاف المشاكل المحتملة وسد الثغرات في الوقت المناسب؛ فكما هو الحال في تسلق الجبال، لا تحتاج إلى وضع خطة لتسلق تلة ارتفاعها 200 متر، فقط تسلقها؛ فإذا كنت ترغب في تسلق جبل إيفرست، فلا يمكنك القيام بذلك دون قوة بدنية كافية وتخطيط دقيق.
بعد تحديد الاتجاه والهدف، يبقى السؤال: كيف نضمن السير دائمًا في الاتجاه الصحيح، وكيف نعالج الانحرافات في الوقت المناسب، أي ما هي الطريقة المُتبعة لضمان تحقيق السياسة والأهداف، وأن يكون تصميم النظام معقولًا وعمليًا. ستزداد فرص تحقيق ذلك بشكل كبير.
إن إدارة تشغيل أهداف السياسة هي في الواقع السماح للمؤسسة بتصميم نظام إدارة لضمان تحقيق أهداف المؤسسة بسلاسة.
للنجاح في أي شيء، تُعدّ المواهب أساس النجاح؛ فثقافة الشركة الجيدة قادرة على جذب المواهب والاحتفاظ بها، كما أنها قادرة على اكتشاف المواهب وتنميتها داخل الشركة. يعود جزء كبير من ضعف أداء الكثيرين إلى عدم وضعهم في مناصب مناسبة، وعدم الاستفادة من مزاياهم.
يجب تفكيك أهداف سياسة المؤسسة طبقة تلو الأخرى، وتقسيم الأهداف الكبيرة إلى أهداف صغيرة وفقًا للمستوى، وتمتد إلى المستوى الأكثر أساسية؛ دع الجميع يعرف أهداف كل مستوى، بما في ذلك أهداف الشركة، ويفهمونها ويتفقون مع بعضهم البعض، دع الجميع يفهمون أننا مجتمع من المصالح، وأننا جميعًا نزدهر وجميعنا نخسر.
يجب فحص نظام إدارة العمليات باستمرار من الجوانب الأربعة التالية: مدى تطبيقه، وكفاية الموارد المتاحة، ودعم الاستراتيجية لتحقيق الهدف، وفعالية تطبيقها. يجب رصد المشكلات ومعالجتها في أي وقت، وتصحيح أي انحرافات لضمان صحة النظام وفعاليته.
يجب أيضًا إدارة نظام التشغيل وفقًا لدورة PDCA: تحديد الأهداف، واكتشاف المشكلات، وتصحيح الثغرات الأمنية، وتعزيز النظام. يجب تنفيذ هذه العملية بشكل دوري، ولكنها ليست دورة بسيطة، بل هي دورة تصاعدية.
لتحقيق أهداف السياسة، لا بد من إدارة الأداء اليومية؛ فلا يقتصر الأمر على تصوّر أهداف السياسة فحسب، بل يشمل أيضًا الأساليب المنهجية المتبعة لتحقيقها. أولًا، تذكير الجميع بالالتزام بالمبادئ التوجيهية والأهداف في أي وقت، وثانيًا، تسهيل تصحيح أي انحرافات وإجراء التعديلات اللازمة في أي وقت، حتى لا يدفعوا ثمنًا باهظًا لأخطاء لا يمكن السيطرة عليها.
كل الطرق تؤدي إلى روما، ولكن لا بد من وجود أقرب طريق وأقصرها وصولًا. إدارة العمليات تسعى لإيجاد هذا الطريق المختصر إلى روما.
وقت النشر: ١٣ يناير ٢٠٢٣